تيمكات: عيد الغطاس أجواء الفرحة بطعم إفريقي

Publié par BLADCOM



الشمس لم تكن اشرقت بعد. غير ان المئات تجمعوا في الحمامات الملكية في شمال اثيوبيا، متدثرين برداء ابيض، وهم ينشدون التراتيل للاحتفال بعيد "تيمكات". ومع تقدم ساعات الصباح، تحولت الاجواء من متجهمة الى مرحة، بينما راح الناس ينزعون عنهم ارديتهم لدخول المياه المباركة، برفقة كهنة باردية طويلة مطرزة بخيوط ذهبية.
يحتفل المستحمون بعماد السيد المسيح، وينضم اليهم مئات السياح الذين اتوا الى غوندار في شمال اثيوبيا، لمتابعة احتفالات سنوية تلقي الضوء على ارث ديني غني لهذا البلد، والمُحافَظ عليه جيدا. والمراسم تجذب ايضا آلاف المسيحيين الارثوذكس في اثيوبيا الذين يشكلون نحو 63% من سكان البلد البالغ عددهم 91 مليون نسمة، وفقا للارقام الرسمية.
وتبدأ المراسم عشية الـ"تيمكات"، اي عيد الغطاس، عندما ينقل ثمانية من كبار كهنة غوندار نسخا من "تابوت العهد" على رؤوسهم الى الحمامات، في زياح يمر عبر المدينة، مع اغان حماسية ورقص وصلوات. وتستمر الصلوات طوال الليل، ويتردد صداها في المدينة، مع تواصل قدوم المؤمنين الى الحمامات الحجرية التي بناها باليد الامبراطور فاسيليديس العام 1932. وهي مدرجة اليوم في قائمة التراث العالمي للبشرية التي تضعها منظمة "الاونيسكو".
ويرحب السكان المحليون بهذا الاهتمام، ويعربون عن سعادتهم بابراز جزء من تاريخ اثيوبيا امام العالم. ويقول ميكانت تيوميه (73 عاما)، وقد تدثر برداء ابيض: "السياح يأتون الى هنا، ويطلعون على تاريخ بلادنا وتاريخ غوندار القديم، وينقلونه الى بلادهم. وهذا مهم جدا".
ويفيد رئيس مكتب السياحة في غوندار جيتاهون سيوم انديشو ان "المدينة شهدت ارتفاعا بنسبة 50% في السياحة في الاعوام الاربعة الاخيرة. واليوم، يزورها اكثر من 25 الف شخص سنويا. وكان لذلك تأثير كبير". "اثويبيا معروفة بحروبها الشهيرة وامور اخرى. غير ان هذا الامر بات طي الماضي. اليوم، كل شيء يتغير، وتأثير ذلك واضح على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي. وبدأت صورة البلد تتغير".
تقع غوندار على بعد 725 كيلومترا عن اديس ابابا. وقد كانت مقر الامبراطورية سابقا، وهي محطة اكيدة للسياح الذين يزورون شمال اثيوبيا لرؤية كنائس "لاليبيلا" المنحوتة في الصخر، وتابوت العهد في "اكسوم" الذي طالما يؤكد الاثيوبيون انه الاصلي، وقد حمله سليمان من القدس قبل 3 آلاف عام.
ويقول ديتر برينس (77 عاما)، وهو كاهن متقاعد من المانيا، ان "هذا العيد مميز، لانه مناسبة وطنية تحتفل بها البلاد برمتها، وليس المسيحيون وحدهم". اما ميكانت الذي يأتي الى الحمامات سنويا، فيأمل في "ان يتجاوز هذا الاحتفال حدود اثيوبيا، ليحتفى به على صعيد عالمي". "هذا العيد كنز وطني. واتمنى ان يتم الاحتفال به في كل ارجاء العالم كعيد عالمي
".