بلاكبيري أو التوت الأسود و معركة سياسية عالمية على امتلاكها...

Publié par BLADCOM






 بلاكبيري

 ( BlackBerry) ويعني (التوت الأسود)، هو نوع من الهواتف الذكية التي تدعم خدمة البريد الإلكتروني، تم تطويره من قبل شركة ريسرش إن موشن الكندية. يتميز البلاكبيري بشكل رئيسي بقدرته على استقبال وإرسال البريد الإلكتروني حيثما توفرت شبكة اتصالات خلوية لعدد كبير من شركات الاتصالات حول العالم، بالإضافة إلى تطبيقات الهواتف الذكية التقليدية (دفتر العناوين والتقويم وقوائم الواجبات وقدرات الهاتف المتعارف عليها، الخ). تشكل مبيعات بلاكبيري 3% من مبيعات الهواتف الذكية حول العالم في العام 2011م . تتوفر خدمة بلاكبيري حاليا في أكثر من 90 دولة.
تم طرح أول جهاز بلاكبيري في الأسواق سنة على هيئة جهاز بيجر، أما الطراز الأكثر شيوعا، فقد تم طرحه في الأسواق سنة 2002، حيث امتاز بامتلاكه قدرات الهاتف المحمول ودفع البريد الالكتروني (Push Email) وخدمة الرسائل القصيرة وخدمة إرسال الفاكس عبر الإنترنت وتصفح الإنترنت والعديد من الخدمات اللاسلكية الأخرى.
تمكن جهاز البلاكبيري من اختراق الأسواق نتيجة قدرته على استقبال وإرسال البريد الإلكتروني، كما أن بلاكبيري توفر خدمة البريد الإلكتروني لأجهزة الشركات الأخرى مثل جهاز بالم تريو عن طريق برنامج بلاكبيري كونكت (BlackBerry Connect) لمن يرغب بتعريف أجهزة غير البلأكبري على برنامج بلاكبيري إنتربرايز سيرفر (BES).
كانت شاشة أول جهاز لبلاكبيري أحادية اللون، إلا أن الطرازات الحديثة تمتلك شاشات ملونة. تحتوي معظم أجهزة بلاكبيري على لوحات مفاتيح كويرتي التي تتميز بسهولة الكتابة عليها باستخدام الإبهامين فقط. كما أن هناك أجهزة أخرى تستخدم لوحة مفاتيح شورتايب (SureType)، كما تم طرح جهازين يستخدمان شاشة تعمل باللمس. يتم التحكم بالجهاز بشكل رئيسي باستخدام كرة التحكم التي تقع تحت الشاشة في المنتصف، أما الأجهزة الحديثة(مثل بلاكبيري 9700 وبلاكبيري كرف 8520/8530) فتستخدم لوحة صغيرة للتحكم باللمس بدلا من الكرة، كما يوجد عدد من الأجهزة التي تعمل على شبكة أي دي إي إن (iDEN) وتمتاز بخدمة ادفع لتتكلم الشبيهة بالراديو المستقبل-المرسل.
تستخدم أجهزة بلاكبيري الحديثة العاملة على شبكة جي إس إم (GSM) معالج إيه.آر.إم 7 أو 9 (ARM)، بينما تستخدم الأجهزة القديمة 950 و 957 معالج إنتل 80386.


الحقيقة الغامضة


وصلت الشركة الكندية بلاك بيري إلى طريق مسدود منذ العديد من الأشهر الماضية ، حينما فشلت أجهزتها الذكية الجديدة و نظام بلاك بيري 10 في إستعادة المكانة التي كانت تحظى به قبل صعود الأندرويد بقوة كمنصة منافسة للأيوس الذي تطوره أبل و المسيطرة أيضا على غالبية السوق.
و النتيجة الصادمة و المتوقعة في نفس الوقت أن بلاك بيريقررت في نهاية الصيف الماضي عرض نفسها للبيع و فتح الأبواب أمام كل العروض الممكنة لشراءها من طرف شركات قوية تطمح لإستغلال ما تملكه من براءات إختراع و إمكانيات لتطوير حصصها في الأسواق العالمية.
و بينما ينتظر العالم أن يعلن عن شراءها من طرف العلاق الصيني لينوفو و الذي أصبح يستحوذ على جزء مهم من سوق أجهزة الكمبيوتر المكتبية و المحمولة و الساعي لإقتحام قطاعات المحمول بدء بالهواتف الذكية ، أو ربما أن يتم ذلك من طرف شركة أخرى تسيل لعابها للإنقضاض على العملاق الكندي … خرجت إلينا بلاك بيري بقرارات مفاجئة جدا و كان أبرزها تراجعها الكامل عن فكرة بيع نفسها و القيام بعزل الرئيس التنفيذي السيد ثورستن هاينز و الإستعانة بالسيد جون تشن الصيني و القادم من هونج كونج ، و المشهور بحنكته في إدارة الشركات و النجاح في المهام التي توكل إليه في تطويرها و إنقادها أيضا.
و بين إقرار العملاق الكندي البحث عن شركة تستحوذ عليها و التراجع عن ذلك مؤخرا لغز محير للعقول و حقيقة غامضة لونها أسود يصعب التعرف عليها … من حسن حظ قراءنا في عالم التقنية أنني أحضرت الحقيقة التي تقف وراء ذلك لأقدمها لكم في السطور التالية بكل وضوح.

معركة سياسية عالمية تقف وراء رفض لينوفو صاحبة أفضل عرض

في الوقت الراهن هناك صراع بين الشرق و الغرب أصبح يأخد طابعا جديا في السنوات الأخيرة ، بقيادة دولتين هما الولايات المتحدة الأمريكية و الصين حيث تقود الأولى دول الغرب و الثانية تمثل الشرق و معها دول صاعدة ، الصراع بين المعسكرين حقيقة ليس عسكريا إلى حد الأن لكنه يأخد أشكالا أخرى و منها التجارية و الإقتصادية و مؤخرا أصبحت المعركة تقنية و معلوماتية أيضا .
و بما أن شركة لينوفو هي من الشركات الصينية التي تنافس الشركات العالمية بقوة خصوصا في قطاع إنتاج أجهوة الكمبيوتر المكتبية و المحمولة و لها سلسلة من اللوحيات الهجينة ، فإن بقية الشركات العالمية تسعى لإحتوائها و تدميرها و إبعادها عن المنافسة بأي طريقة ممكنة.
و تقول الحقيقة في هذا الصدد أن لينوفو تقدمت بعرض لشراء بلاك بيري بمليارات الدولارات و أعلنت للشركة الكندية أنها مستعدة للإستحواذ عليها بأي ثمن كان ، فقط أن يتم الأمر و أكبر سرعة ممكنة فالشركة الصينية متحمسة لإقتحام قطاع الهواتف الذكية العام القادم … لكن و بمجرد أن توصلت الحكومة الكندية بالخبر حتى أرسلت إنذارا للشركة الكندية تحثها فيها على أن تتراجع عن الصفقة و ترفض هذه الشركة بالضبط ، فعلى الأرجح لا يقف الربح المادي و التوسع في الأسواق فقط وراء رغبة العملاق الصيني ، بل هناك حكومة صينية ستستغل الصفقة مستقبلا للتجسس على الحكومة الكندية و المرافق العمومية و الإتصالات التي تخص البلد الشمالي للولايات المتحدة الأمريكية ما يهدد الأمن القومي لواحد من أكبر حلفاء أمريكا في العالم ، خصوصا و أن بلاك بيري هي التي تشرف على تطوير شبكات الإتصالات بكندا و تشرف أيضا على تطوير الأنظمة الخلوية الحكومية.
هذا التجسس الذي ستسعى الصين للقيام به عبر نتيجة هذه الصفقة من شأنه أن يجعل الإتصالات الوطنية في كندا و ربما كل المكالمات الواردة و الصادرة التي يقوم بها المواطنين تتم على علم التنين الأصفر بمحتواها و فحواها و هو ما يعد جريمة بطابع قانوني  !
نجاح خدمة BBM للمراسلة الفورية
 BBM1 الحقيقة الغامضة في لغز تراجع بلاك بيري عن بيع نفسها
لو كانت شركة لينوفو كندية لبيعت فعلا بلاك بيري لكنها صينية و هي صاحبة العرض الأفضل ، لكن دعونا من الإستحواذ و لنعد إلى حدث مهم أعاد الأمل لشركة بلاك بيري في كونها تستطيع فعلا العودة إلى سابق أيامها و أفضل مما كانت عليه.
إنه ببساطة نجاح خدمة BBM للمراسلة الفورية بعد أن قامت الشركة الكندية بإصدار تطبيق لها على كل من الأندرويد و الــ IOS ليصل عدد مستخدمي المنصة إلى 80 مليون مستخدم في أقل من شهر و العدد لا يزال متواصلا ، ما يعني في المستقبل القريب أن هذا النجاح سيتحول إلى الملايين من الدولارات إذا تمكنت الشركة الكندية من التوصل إلى طريق لكسب المال من الخدمة دون إزعاج المستخدمين.
و من المعروف أن هذه الخدمة كانت محصورة فقط على بلاك بيري و تتمتع على تلك الهواتف بشعبية كبيرة لكن ليس بنفس هذه الوثيرة التي تعيشها الأن الشركة مع قيامها بتوسيع المنصات التي تعمل عليها خدمتها .
رئيس تنفيذي مؤقت لكنه قادر على إنقاد الشركة
 johnchen 300x192 الحقيقة الغامضة في لغز تراجع بلاك بيري عن بيع نفسها
كما ذكرنا مسبقا فإن السيد جون تشن رجل ذات خبرة كبيرة في إدارة الشركات و له مسيرة من النجاحات مع شركات صينية و دولية كان السبب في إنجاحها … بلاك بيري تعرف أن جزءا كبيرا من مشكلتها يتجلى في رئيسها التنفيذي فهو ربان السفينة … لذا فهي تحتاج لرجل متزن في أفكاره يعرف متى تجوز المغامرة و متى عليه أن يكون حذرا و ما هي السياسات الصحيحة التي يجب إتخادها في هذه الظرفية الصعبة التي تمر منها الشركة الكندية ، لهذا اختارت هذا الرجل و أول كلام قاله كان هو “ لو لم يكن هناك تحديات كبيـرة تنتظـرني ، لما اهتممت بعـرض الانضمـام للشـركة ! “، و هذا أكبر دليل على أن هذا الرجل يحب أن يدمر التحديات و يحقق الأهداف التي يضعها بكل مرونة.
خلاصة القول :
لم تتراجع شركة بلاك بيري عن بيع نفسها هكذا عبثا ، بل كانت هناك أسباب منطقية قوية وراء هذا القرار هي التي تطرقنا إليها في السطور السابقة ، و هذا لا يعني أبدا أن فكرة بيع الشركة قد إنتهت أو أن أمرها محسوم … لا بل سنرى بلاك بيري فعلا تطرح نفسها للبيع مرة أخرى و بشكل جدي و نهائي هذه المرة إذا فشلت فعلا في خطة الإنقاد التي سيضعها الرئيس التنفيذي الجديد.