التدخين إحصائيات مقلقة... و حلول للإقلاع منه !

Publié par BLADCOM


التدخين عادة سيئة، ابتلى بها العديد من الأفراد وسط المجتمع العربي و العالمي أيضا، تسبب لصاحبها أضراراً كثيرة على صعيد أجهزة جسمه كافة، المدخن لا يسبب الضرر و الأذية لنفسه فقط، بل يتعدى هذا الضرر ليمتد إلى كافة أفراد الأسرة. و أكثر المتضررين هم الأطفال، و النساء الحوامل، حيث يتعرض جنين الحامل المدخنة أو التي تتواجد في محيط يتواجد فيه مدخنين إلى الأذيّات المترتبة عن الاستنشاق السلبي للدخان، فيتأثر الجنين سلباً، و يخرج إلى الحياة ضعيف البنية، ناقص الوزن.
   فالتدخين ينقل إلى الجسم مضار آلاف المواد المؤذية التي يحتويها التبغ عند احتراقه، و يقدر عدد هذه المواد ب 5000 مادة ضارة منها 400 مادة شديدة الضرر و عشرات المواد المسرطنة.
  ورغم ذلك فالإحصائيات تبدو مقلقة جدا في وطننا العربي، فعدد المدخنين فى مصر – حسب إحصاأت وزارة الصحة المصرية – ارتفع إلى سبعة عشر مليون مواطن مصري يمثلون نسبة 22% من عدد السكان، حيث يعاني 26% من المصريين من أمراض القلب المختلفة التي يتسبب التدخين في أغلبها، فيما تنفق الأسرة المصرية 5% من دخلها على السجائر.
أما السعوديون فإنهم يستهلكون سنويًا سجائر تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار بالطبع تسبب إصابة عشرات الآلاف من السعوديين بالأمراض السرطانية، حيث يدخنون 6 مليارات سيجارة سنويا ..
والأردنيون مثلهم بـ 6 مليارات سيجارة
واليمنيون 6.4 مليار سيجارة سنويا..
800 مليون دولار انفاقا على السجائر في دول الخليج
100 مليون مدخن فى الوطن العربي
100 مليون دولار ينفقها المدخنون يوميا في الوطن العربى
5.4 مليار تكلفة التبغ يوميا فى العالم العربى
أما اللبنانيون فإن 57% منهم يدخنون، وينفقون على استهلاك السجائر سنويًا أربعمائة مليون دولار، ويقتل التدخين سنويًا ثلاثة آلاف وخمسمائة لبناني.
أما العراقيون فرغم أوضاعهم الاقتصادية المتردية والحصار المضروب عليهم فقد وصل عدد المدخنين منهم إلى 7.5 مدخن من بين عدد السكان البالغ 22.5 مليون.
   إحصائيات تدعو الى التفكير مجددا في هذا الوحش الزاهف في صمت، والغريب أيضا فى مجتمعنا العربى أن النساء أيضا يدخلون فى هذه التقارير.. والتدخين لم يعد سُبة فى خلق المرأة .. وأصبح ينظر إليها أنها إمرأة “كلاس وهاى”.. فنسبة السعوديات المدخنات تجاوزت 5.7 بالمئة من جملة الإناث، ليصل عددهن قرابة مليون ومئة ألف مدخنة.
   وهذا رغم المعرفة الجيدة بمخاطر التدخين، والتي تعلن عنها المنظمات الصحية في كل مكان حول العالم، فالمدخن عرضة للتعرض لعدة أمراض، معظمها أمراض، يصعب علاجها، وإن وجد، وهنا نذكر بعضا مما يحصل عليه المدخن، كجائزة تقديرية على تدخينه، وعلى قدرته من تدمير نفسه بنفسه لسنوات:
 ء تصلب الشرايين التاجية للقلب
ء ضغط الدم دهنيات الدم
 انقباض الشريان التاجي
 فشل عضلة القلب قصور في الشرايين الطرفية وشرايين المخ
 أمراض الرئة والجهاز التنفسيالصلع
 أضرار خطيرة على الأسنان واللثة والحلق
 أمراض عديدة بالجهاز الهضمي والعصبي والتناسلي والبولي
 أمراض سرطانية مختلفة ليس بالرئة وحسب بل بأعضاء مختلفة بالجسم .
  و تبدو قصة التدخين التاريخية ملحمية نوعا ما فمنذ اكتشاف كرستوفر كولومبس أمريكا الشمالية وجد سكانها الأصليين يدخنون التبغ، ومن هنا بدأ إنتشار عادة التدخين في أروبا والتي بدورها نشرت هذه العادة إلى كافة أرجاء العالم في وقت زمني ليس بقصير، في أوج إنتشار تجارة التبغ في أوروبا، ومع دخولها الى العالم العربي، كان المدخن يرمز إلى الشخص الغني ذو النفوذ القوي والمكانة الإجتماعية المرموقة، فكان الناس تواقين للتدخين وذلك لرغبتهم في تقليد هؤلاء، ومن ثم فإن التدخين بعد أن انتشر لم يقتصر على الغني والفقير فصار الناس بكافة مستوياتهم الإقتصادية يمارسون هذه العادة.
   و لا تقتصر أضرار التدخين على الصحة الجسمانية فقط،فقد أثبت علماء النفس بأن الأسباب النفسية التي يعرضها المدخنين حينما سؤلوا عن الأسباب التي دفعتهم إلى التدخين تبين أنها مجرد آليات للدفاع يقوم بها العقل لكي يدافع عن نفسه وهذا الأمر طبيعي جدا، فالإنسان حينما يحاول فهم موضوع معين فإنه يرتكز على أفكاره وإفتراضاته ومعتقداته ومن خلالها يبني أسبابه وإن كانت خاطئة، فحينما نحلل السبب التالي للتدخين " التدخين سبيل للراحة النفسية" نجد بأن الجملة غير منطقية نوعا ما وذلك لان المدخن ربط الراحة النفسة بالتدخين بينما الأمر هو المناقض لذلك، إن نسبة النكوتين في التبغ تنتقل إلى دماغ المدخن الأمر الذي يجعل الدماغ متعطشا إلى هذه المادة، فحينما يدخن المرء فهو يشعر بشيء من الراحة النفسية والدماغ بدوره يقوم بعرض رسالة بأنه قد أخذ كفايته من النكوتين كما هو الأمر في عملية الإخراج فحينما يتخلص الإنسان من المواد الفاسدة التي في جسمه فإن الدماغ يرسل للشخص مشاعر الراحة كرسالة بأن الأمر جيد، وهنا الإلتباس الرئيسي للمدخنين فهم يربطون الراحة النفسية بالتدخين ولم يلحظوا أن حياتهم قبل التدخين من الناحية النفسية كانت أفضل بكثير مما هي عليه، فلم تكن هنالك عصبية زائدة قبل التدخين ولم يكن هنالك صداع متكرر ولم تتوالى الأمراض يوما بعد يوم.

     وعلاقـة القلـق والضيـق الناتج عن التدخين كانت موضع دراسة في الكثير من الأبحاث فالمدخنون يسجلون دائماً درجات أعلى وأكثر من القلق من تلك التي يسجلها غير المدخنين وبالإضافة إلي ذلك فيعتبر المدخنون في كثير من الأحيان وبصورة خاصة شديدي الحساسية للقلق والتوتر ، ذلك لأنهم كمجموعة يفتقدون إلـي مصادر للمواجهة وبالتالي يلجئون إلي التدخين في محاولة للمواجهة.
   وفي مواجهة هذه الظاهرة الغريبة في حد ذاتها، تظهر على منتجات التبغ في بريطانيا رسوم تصويرية للتحذير من مخاطر التدخين وذلك في مسعى لحث المدخنين على الإقلاع عن هذه العادة. وتسبق بريطانيا باقي دول الاتحاد الأوروبي في هذه الخطوة التي اختارت من خلالها 15 رسما تصويريا لطبعها على علب السجائر. وتظهر الصور رئات مصابة بالامراض والاورام وأسنانا بالية نخرها السوس نتيجة للتدخين.  وقد قامت قامت العديد من الدول بهذه الخطوة و كانت لها نتائج ايجابية في تمكن هذه الحملات من مساعدة الكثيرين في الإقلاع عن التدخين، فقد أشار الباحثون إلى أن الصور التحذيرية المطبوعة على علب السجائر، والتى تستخدم معها تأثيرات الجرافيك، لتتناول المخاطر الصحية للتدخين، مثل السرطان والعجز الجنسى وتسوس الأسنان، لها تأثير كبير وملحوظ فى تقليل معدلات التدخين، حيث ساهمت فى الحد من معدلات التدخين داخل كندا بنسب تتراوح ما بين 12% و20%، وذلك فى الفترة من عام 2000 إلى عام 2009، وهو ما يعد أمراً مثيراً للغاية.
   كما بينت دراسة أن عدد المدخنين في الولايات المتحدة تراجع بشكل كبير منذ أن تم تحديد مناطق عامة يحظر فيها التدخين، الأمر الذي يؤكد فرضية دراستهم أن الوضع الاجتماعي المتميز الذي يتمتع به غير المدخنين داخل محيط الأسرة والأصدقاء والمجتمع يحفز المدخنين على الإقلاع عن التدخين. 

  ولمساعدة المدخن من الخروج من مأزقه هذا،  وضع المختصون هذه النصائح، فبعد توفر العزيمة القوية ودراية بالأعراض الصعبة التي سيعاني منها المدخن في الفترة الأولى. يتطلب الأمر إعدادا نفسيا وجسديا للمدخن علاوة على دعم من المحيطين به، وهذه بعض النصائح التي على المدخن أخذها بعين الإعتبار:
ء ضع تاريخا محددا: أسهل طريقة أن تحدد يوما بعينه للإقلاع عن التدخين والأفضل أن يكون في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.
2ء اشغل نفسك: من الأفضل أن ترتب العديد من المهام لكي تلهي نفسك عن التفكير في التدخين كما ينصح أيضا بالتخلص من جميع السجائر التي في حوزتك.
3ء اشرب الكثير من الماء: ضع بجوارك دائما أكواب الماء والعصائر وتناول أكبر كمية ممكنة منها وحاول التنويع في مذاق العصائر.
4ء دلل نفسك: استفد من النقود التي كنت تدفعها لشراء السجائر واشتر لنفسك هدية مكافئة لها على الإقلاع عن التدخين.
5ء أكثر من الحركة: مارس الرياضة وتحرك كثيرا فالنشاط الجسدي يؤدي إلى تحسين المزاج ويلهيك عن التفكير في افتقاد السجائر.
6ء التغذية الصحية: اهتم دوما بالتغذية المتوازنة وتناول الخضروات والفواكه وقاوم رغبتك في تناول الحلوى واستعض عنها بالعلكة الخالية من السكر.
7ء تجنب أجواء التدخين: ابتعد قدر الإمكان عن الأماكن التي اعتدت التدخين فيها ولا تجلس كثيرا مع أشخاص يدخنون وابتعد عن القهوة إن كانت تذكرك بالسجائر.
8ء تغلب على رغبتك: الرغبة في تدخين سيجارة ستتكرر كثيرا في أولى مراحل الإقلاع عن التدخين، لذا عليك تركيز تفكيرك في شيء آخر غيرها وتأكد أن هذه المرحلة ستنتهي بعد فترة.
9ء تعرف على أعراض الإقلاع عن التدخين: قبل أن تتخذ القرار يجب أن تتعرف على الأعراض التي ستصاحب إقلاعك عن التدخين وتتأكد من أنها رسالة من جسمك يخبرك فيها أنه على طريق التعافي من هذه العادة المضرة صحيا.
10ء العلاج بالنيكوتين: في بعض الحالات التي تزيد فيها أعراض الإقلاع عن التدخين، ينصح بتناول أدوية تحتوي على النيكومتين بهدف تقليل هذه الأعراض ومساعدة المدخن على عدم العودة مجددا للسجائر.