جنون مع وقف التنفيد 1

على مهلك، لما العجلة، يدخل قدميه في سنضاله، وعينيه مغمظتين، بالأمس شاهد شخصا على اليوتيوب، يحاضر بلسان غيره، و ينصح مشاهديه بالاسثيقاض باكرا، لا يتوقف عن إخبار الجميع بأن الأرزاق تقسم على الناس قبل شروق الشمس، وأن الإستيقاض باكرا يزيد في رزقك، ويجعل يومك أكثر إشراقا.. و يفعل قانون الوفرة لديك... هكذا إذا... إنها التاسعة صباحا.. لابد أن الناس لم تأخذ رزقه بعد... فهو موظف حكومي، و أجمل ما في الأمر أن رئيسه في العمل بعيد عنه بأميال كثيرة، ما يجعله بعيدا عن المراقبة، و ليس له عمل مستعجل... كل الوقت وقته... إنه محظوظ، معظم الموظفين أمثاله، يموتون قبل الأوان بسبب ظغوط العمل... لقد كان اختياره اهذا العمل وهذا المكان في محله... بالكاد يقف من شدة التعب، رغم أنه نام كثيرا هذا الأسبوع، ربما أكثر من اللازم... ترامب رئيس الولايات المتحدة يستيقظ باكرا ، فملك الثروات و بنى لنفسه مالا ينتهي من الخيرات من حوله، إنه يستيقظ قبل الجميع، فأخذ الكثير و الكثير و ترك الملايين من الفقراء حوله، ممن لا يستيقظون باكرا... كأس شاي، و عين على المرفأ، على مدخل الميناء، الميناء فارغ، و الصيادون يشتكون، لا أسماك ولا أما يلوح في الأفق... صباح جميل كأي صباح جميل ، بعض العصافير من حولك و الكثير من الفقراء... عشقه للفقر و الفقراء يكاد لا ينتهي، ربما لأن والديه فقيرين، أو ربما لأنه لا يرى فرقا بين الغني و الفقير إلا بعضا من تركيز للجشع و حب المال لا أكثر ... يدخن سيجارته و بعض الشاي قبل أن يتوجه نحو عمله البسيط، كعادته...