من كان بإستطاعته إيقاف السيد "مارك" قبل أن يخترع "فيسبوك" ويشعل ثورة
جديدة عجز العالم عن الحد من هلعها ، أشياء كثيرة من ملامح العالم
الافتراضي تغيرت ، لازال يمارس ثورته المستمرة ولا أظن أن شيئاً بإمكانه
إيقاف هذا الجنون ، لم نكن ندرك أننا سنكون بصدد جهاز لوحي (آيباد) وهاتف
ذكي يتجول بها الكبار والصغار وينازعنا في اقتناءها الأطفال ، ولم أعد
متفاجأً وأنا أستمع إلى طفلي وهو يحدثني عن النت والوتس آب بثقة كاملة .
• مذهل أن يحدث هذا في زمن قياسي فيما كنا إلى وقت ليس ببعيد نختزل الثورة
المعلوماتية برمتها في الويندوز والورد ومن قبيل الترف والتسلية تبادلنا
الحديث عن الإنترنت ، أتذكر أني عدت للبيت لأخبرهم أني كنت في النت ، قلتها
متباهياً كما لو أنه بات عليَّ التواصل مع العالم المتقدم والبقاء خارج
محيطي الذي يستحيل وقتها امتلاك جهاز كمبيوتر ، التفكير في التقنية
والإنترنت ظل مهملاً والإقبال محدوداًَ والبنية التحتية تتقدم ببطء شديد.
• غدت حاجتنا للإنترنت ملحة ، نتصفحه يومياَ وفي حضرة المستر "فيسبوك" ندون
قضايانا ونناقشها بحماسة ، لقد أقحم أنفه في أدق تفاصيل حياتنا وأعمالنا
اليومية وأصبح بإمكاننا الاعتماد عليه ، مدهش أن تتبدد قيود اللحظة وتشعر
أن العالم مرتمياً عند أناملك ، إنه يفرض عليك التمازج معه والتعلق به حد
الشغف .