أثناء تصفحي لبعض الأشعار، أتار انتباهي اسم سبارتاكوس، القائد الروماني،زعيم ثورة العبيد الثالثة كما يسمونها، ذلك الفلاح الذي سلبت منه حريته، ليجعلوا منه مصارعا يمتع الجماهير، داخل الحلبات الرومانية انذاك، فما كان منه الا أن فر وكون جيشا من العبيد، لمحاربة الامبراطورية الرومانية. رغم نهايته الحزينة الا انه كان رمزا للشجاعة و حب الحرية...
لكن الامر لم يكن يتعلق بسبارتاكوس كشخص، بل مجرد رمز وسط أبيات شعرية لم أبخل عليكم بها... فأردت مشاركتها معكم:
كلمات
سبارتكوس الأخيرة
مُعَلَّقٌ أنا على مشانقِ الصَّباحْ
|
وجبهتي - بالموتِ - مَحنيَّهْ
|
لأنني لم أَحْنِها.. حَيَّهْ!
|
***
يا إخوتي الذينَ يعبُرون في المِيدان مُطرِقينْ
|
مُنحدرين في نهايةِ المساءْ
|
في شارِع الإسكندرِ الأكبرْ
|
لا تخجلوا.. ولترْفعوا عيونَكم اليّ
|
لأنكم مُعلَّقونَ جانبي.. على مشانِق القيصَرْ.
|
لربما.. إذا التقتْ عيونُكم بالموتِ في عَينَيّ:
|
يبتسمُ الفناءُ داخلي.. لأنكمْ رفعتم رأسَكمْ.. مرَّهْ!
|
"سيزيفُ" لم تعدْ على أَكتافهِ الصَّخرهْ
|
يحملُها الذين يُولدونَ في مخادِع الرقيقْ.
|
والبحرُ.. كالصّحراءِ.. لا يروي العطَشْ
|
لأنَّ من يقولُ "لا" لا يرتوي إلاّ مَن الدُّموعْ!
|
.. فلترفعوا عيونَكم للثائرِ المشنوقْ
|
وقبّلوا زوجاتِكم.. هنا.. على قارعةِ الطريقْ
|
والعنكبوتُ فوق أعناقِ الرّجالِ ينسجُ الردى
|
فقبِّلوا زوجاتِكم.. إني تركتُ زوجتي بلا وداعْ
|
وإن رأيتم طفليَ الذي تركتُه على ذراعِها بلا ذراعْ
|
اللهُ. لم يغفر خطيئةَ الشيطانِ حين قال لا!
|
هم الذين يرِثون الأرضَ في نهايةِ المدى
|
فخلف كل قيصر يموتُ: قيصرٌ جديد!
|
وخلف كل ثائرٍ يموتُ: أحزانٌ بلا جدوى..
|
(مزج
ثالث):
يا قيصرُ العظيم: قد أخطأتُ.. إني أَعترِفْ
|
دعني - على مِشنقتي - أَلْثُمُ يَدكْ
|
ها أنذا أُقبّل الحبلَ الذي في عُنقي يلتفّ
|
فهو يداكَ, وهو مجدُك الذي يجِبرُنا أن نعبُدَكْ
|
دعني أُكَفِّرْ عنْ خطيئتي
|
أمنحكَ - بعد ميتتي - جُمْجُمَتي
|
تصوغُ منها لكَ كأساً لشرابِك القويّ
|
إن يسألوك مرةً عن دميَ الشهيدْ
|
وهل تُرى منحتَني "الوجودَ" كي تسلُبَني "الوجودْ"
|
فقلْ لهم: قد ماتَ.. غيرَ حاقدٍ عليّ
|
وهذه الكأسُ - التي كانتْ عظامُها جمجمتَه -
|
يا قاتلي: إني صفحتُ عنك..
|
في اللّحظةِ التي استرحتَ بعدَها مني:
|
لكنني.. أوصيكَ إن تشأْ شنقَ الجميع
|
لا تقطعِ الجذوعَ كي تنصبَها مشانقاً
|
فلن تشمَّ في الفرُوعِ.. نكهةَ الثَّمر!
|
وربما يمر في بلادِنا الصّيف الخَطِِرْ
|
فتقطعَ الصحراء.. باحثاً عن الظلالْ
|
فلا ترى سوى الهجيرِ والرّمالِ والهجيرِ والرمال
|
والظمأِ الناريّ في الضُلوع!
|
يا سيدَ الشواهدِ البيضاء في الدُّجى..
|
(مزج رابع):
يا إخوتي الذينَ يعبُرون في المِيدان في انحِناءْ
|
منحدرين في نهايةِ المساءْ
|
لا تحلموا بعالمٍ سَعيدْ..
|
فخلفَ كلِّ قيصرٍ يموتُ: قيصرٌ جديدْ.
|
وإن رأيتمْ في الطّريق "هانيبالْ"
|
فأخبروه أنني انتظرته مدى على أبواب "روما" المُجهدهْ
|
وانتظرتْ شيوخ روما - تحت قوسِ النَّصر - قاهرَ الأبطال
|
ونسوةَ الرومان بين الزينةِ المُعربدهْ
|
ظللنَ ينتظِرْن مقدمَ الجنودْ..
|
ذوي الرؤوسِ الأطلسية المجعّده
|
لكن "هانيبال" ما جاءتْ جنودُه المجنّده
|
فأخبروه أنني انتظرتهُ.. انتظرتهُ..
|
وأنني انتظرتُهُ.. حتى انتهيتُ في حبالِ الموت
|
وفي المدى: "قرطاجةٌ" بالنار تَحترقْ
|
"قرطاجةٌ" كانتْ ضميرَ الشمسِ: قد تعلَّمتْ معنى
الرُّكوع |
والعنكبوتُ فوق أعناقِ الرجال
|
يا إخوتي: قرطاجةُ العذراءُ تحترقْ
|
إني تركتُ زوجتي بلا وَداعْ
|
وإن رأيتم طفليَ الذي تركتُه على ذراعها.. بلا ذِراع
|
|